بعثته صلى الله عليه وسلم مع الفقيه مولاي عبد الله ولد سيدي محمد الملقب أيده السالك

 بعثته صلى الله عليه وسلم

مولاي عبد الله ولد سيدي محمد



 



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم 


سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني يفقه قولي و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.


إخوتي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.


موضوع حلقتنا اليوم هو سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و تحديدا بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و نقول و بالله التوفيق إن بعثة النبي صلى الله عليه و سلم نعمة عظيمة من الله جل جلاله على عباده ينبغي أن يتذكروها و أن يشكروها لله جل جلاله حيث قال جل و علا (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) )) صدق الله العظيم .


إن النبي صلى الله عليه و سلم بعث و الناس في جاهلية عمياء يأكلون الميتة و يئدون البنات و يعبدون الأصنام التى ينحتون بأيديهم من دون الله جل جلاله و قد بعثه الله سبحانه و تعالى بعد أن عاش بين مجتمعه أربعين عاما يشهدون له بالصدق و الأمانه و النزاهة صلى الله عليه و سلم .


وعندما بلغ صلى الله عليه و سلم سن الأربعين بعثه الله بشيرا و نذيرا و أرسله إلى الناس كافة. وقد مرت بعثته صلى الله عليه و سلم بمراحل و سبقتها إرهاصات قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه و سلم و يأمر بالدعوة و التبليغ جهرا.


فأول ما بدئ به صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصادقة ثم التعبد في غار حراء ثم نزل عليه الوحي و قام يدعو الناس صلى الله عليه و سلم 

كان يتحنث الليالي ذوات العدد في غار حراء يعبد الله سبحانه و تعالى بعيدا عن جهل قريش و جاهليتها و كانت أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و ارضاها  تزوده بما يحتاجه  من زاد حتى منّ الله سبحانه وتعالى عليه ببعثته إلى الناس رسولا من عند رب العالمين .


 أولا : الرؤيا الصادقة  قالت عائشة رضي الله عنها و أرضاها (أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوؤة حين أراد الله إكرامه و رحمة العباد به الرؤية الصادقة  فكان لا يرى رؤيا إلا و قعت باليقظة كما رآها ) حديث رواه البخاري ومسلم 


ثانيا : التعبد  بالخلاء  فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخلاء والتفرد لعبادة ربه قالت عائشة رضي الله عنها و أرضاها (لم يكن شيئ أحب إليه صلى الله عليه وسلم من أن يخلو وحده ) فكان يخرج إلى غار حراء  يعتكف فيه الليالي العديدة  وقد يمكث فيه شهرا يتعبد و يأخذ لذلك الزاد  ويُطعم من جاءه من المساكين صلى الله عليه وسلم حتى بدأ الوحي وقد بدأ ورسول الله صلى الله صل الله عليه وسلم في غار حراء  يقيم فيه شهرا كل سنة فجاءه  جبريل  بأول سورة العلق فقال له اقرأ فقال له ما أنا بقارئ فضمه إليه ضما شديدا  و أرسله وقاله اقرأ  فقال له ما أنا بقارئ حتى الثالثة فأرسله و قال له ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ))  صدق الله العظيم.


كانت هذه الآيات  هي الأولى التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء فرجع إلى زوجه خديجة و أخبرها الخبر فثبتته ورافقته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل و كان قد تنصر من قبل فقال له ورقة هذا و الله الناموس الذي كان يأتي موسى عليه السلام و طمأنه ووعده بالنصر إن أدركه غير أن ورقة لم يلبث أن توفي ثم فتر الوحي بعد ذلك و حزن لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم  حزنا شديدا فأنزل الله تعالى عليه ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ)) ثم تواصل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم ,


فقد دخلت المرحلة الدعوية أو بعثته صلى الله عليه وسلم  مرحلة أخرى هي الدعوة سرا فقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرا  إلى دين الله وتوحيده جل جلاله و إلى ترك عبادة الأصنام فكان أول من دعا أهله و أصدقاءه فآمن به أهل بيته زوجه خديجة رضي الله عنها و ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان في كفالته صلى الله عليه وسلم ومولاه زيد بن حارثة ثم بدأت الدعوة تنتشر في مكة ويستجيب لها من شرح الله صدره للإسلام  كأبي بكر و عثمان وطلحة و الزبير  رضي الله عنهم جميعا  و كان التواصل يتم بينهم سرا حيث كان صلى الله عليه وسم يوصيهم بذلك إذ لم يأذن له آنذاك بالجهر بالدعوة فيدعو كل من آمن به سرا و من يثق فيه واستمرت الدعوة على هذا النحو ثلاث سنين  مارس فيها المسلمون ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعائر الإسلام يصلون ويتدارسون مانزل من القرآن الكريم و بدأ نور الإسلام ينتشر في كل أرجاء مكة فأسلم ثمانية وثلاثون رجلا و سبع عشرة إمرأة.


وقد جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة حين قال له الله تعالى :  ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٤﴾إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ))   صدق الله العظيم.


ونزل عليه قوله تعالى ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ))  صدق الله العظيم. 


وبدأ الإسلام و بدأت الدعوة    من هذا المنطلق وبدأ نور محمد صلى الله عليه وسلم يمتد في أرجاء مكة وخارجها حيث علم الناس خارج مكة بأن هناك نبيا بعث و الناس في شأنه مابين مصدق ومكذب .


فالحمد لله على بعثة محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي جعلنا و وفقنا و هدانا لأن نكون من أمته تابعين لدينه و لهديه و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.

                                    الفقيه : مولاي عبد الله و لد سيدي محمد الملقب  أيده السالك 



ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

رابطة أهل الشريف لكحل العالمية © تتشرف بزيارتكم رابطة أهل الشريف لكحل العالمية