تعزية أهل الشريف لكحل لأسرة أهل شيخنا حماه الله

 تعزية أهل الشريف لكحل لأسرة أهل شيخنا حماه الله

بسم الله الرحمن الرحيم








الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه الكريم "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين..

وبعد فإننا نحن شرفاءَ أهل الشريف لكحل الأدارسة نتقدم بخالص العزاء، وكامل المواساة، وصادق المشاعر والعواطف لدوحة الشرف والتصوف والفضل والنبل والكرم آلِ شيخنا حماه الله عموما، والشيخ محمدو بن شيخنا حماه الله خصوصا بمناسبة المصاب الجلل، والفاجعة الأليمة، والمصيبة العظيمة التي نزلت بهم، وهي رحيل السيد المغفور له بإذن الله: سيدنا علي بن محمدو بن شيخنا حماه الله:

نسب كأن عليه من شمس الضحى * نورا ومن فلق الصباح عمودا 

وما فيه إلا سيد من سيد * حاز المكارم والتقى والجودا.

وهي مصيبة أصابتنا، وفاجعة أليمة آلمتنا، ولكننا بقضاء الله راضون، ولأمره مُذعنون، ونشهدكم أنه يسرّنا ما يسركم، ويسوءنا ما يسوءكم، ويحزننا ما يحزنكم، ونعبّر لكم عن حزننا بما عبّر به الشاعر حين قال:

يرى الوهل الراءون فينا من الأسى * ويسمع منا السامعون تأوُّها 

على ذلك القطب الذي كان فضله * مذاعا به في كل قطر منوّها

وإن رضانا بالقضاء فريضة * لها أجرها والصبر يجلب أجرها 

على أن عبدا صالحا قادما على * كريم عسى أن لا يلاقي مَكْرَهَا.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الفقيد في الصالحين، وأن يخلفه في عقبه في الغابرين، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن لا يُريكم مكروها بعده، وأن لا يريه مكروها بعدكم..

كما نسأله سبحانه وتعالى أن تبقى تلك الدوحة العظيمة -كما كانت- متمثلة في الشيخ محمدو منارة للحائرين، وقبلة للسالكين، ومأوى للفقراء والمساكين..

وأحسن الله عزاءكم، وغفر لميتكم، وأعاننا وإياكم على صبر فقده، ونسأله سبحانه أن لا يحرمنا أجره، وأن لا يفتننا بعده..

ولْنرضَ بعدُ قضاء الله نمحُ به * عنا الأسى فبه ما نمحُو يَمّحقِ

فنربحَ الأجر بالصبر الجميل فإن * نفقد فتانا ففضل الله جلّ بقي 

والشيخ من أهله والعالقين به * خير له خالق الإنسان من علق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اجتماع عام للشرفاء الأدارسة (أهل اشريف لكحل )

 اجتماع عام للشرفاء الأدارسة (أهل اشريف لكحل )


احتشد المئات من أبناء مولاي محمد الفاسي الإدريسي ( الشريف لكحل ) في حي دار اسلامه بمدينة لعيون قادمين من مختلف ولايات الوطن لمناقشة القضايا الاجتماعية لمجتمعهم ولإحياء روح التعارف و صلة الرحم فيما بينهم


و شهد الاجتماع فقرات و مداخلات تذكر بأهمية التآخي و الوحدة و التكافل و الإيجابية والتمسك بالإرث والمنهج النبوي الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم " المحجة البيضاء "






الاجتماع شهد كلمات توجيهية و إرشادية كما تم فيه تكريم المتفوقين من أبناء أهل اشريف لكحل في المسابقات الوطنية و بين مجتمع أهل اشريف لكحل اعتزازه بحاضنته الاجتماعية قبيلة لقلال مقدمين الشكر لكل المجتمعات و الأسر و الشخصيات التي دعمت تنظيم هذا الاجتماع


وقد اختتم الاجتماع برسائل وتوجيهات تحث على دورية انعقاد هذا الاجتماع و على تحمل أبناء المجتمع مسؤولياتهم اتجاه مجتمعهم و أهلهم و محيطهم الاجتماعي ، داعين إلى نبذ الخلاف و الابتعاد عن كل مايمكن أن يستدعيه و زرع المحبة و الألفة والتعاضد بين أبناء المجتمع وبين المجتمع و محطيه من أبناء الوطن بمختلف مكوناته

الاجتماع الثقافي العام لآل الشريف لكحل (2021)

 الاجتماع الثقافي العام لآل الشريف لكحل (2021)

الخصائصُ والمُميزات





#استطراد

قَوْمِي ذُرَا المَجْدِ بَانُوهَا وَقَدْ عَلِمَتْ ... بِكُنْهِ ذَلكَ عَدْنانٌ وقَحْطَانُ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ فأول ما أبدأ به هو تهنئة والدنا وشيخنا الفضل بن سيدي محمد على نجاح هذا الاجتماع المبارك، فحضرة الشيخ مقامٌ هائلٌ مع أنها هي المُنى، على حد قول المتنبي:

جَمحَ الزّمانُ فَمَا لَذيدٌ خَالِصٌ ... مِن ما يَشُوبُ وَلاَ سُرورٌ كَامِلُ

حتّى أبُو الفَضلِ بن عبد الله رُؤ ــــــــ تُهُ المُنَى وهي المَقامُ الهَائِلُ

فالله يبقي لنا الشيخ "الفضل"، ويديم علينا طلعته، وأقول ما قال الشاعر: 

ما أسألُ الله إلاّ أن يَدوم لنا ... لا أن تزيدَ مَعالِيه فَقدْ كَمُلتْ

والتهنئة –أيضاً مع الشكر الواجب والمستحق- لكل الإخوة الذين بذلوا الغالي والنفيس حتى تكلل الاجتماع بالنجاح.



#في موضوع الاجتماع

في الأيّام الماضية، وتحت شِعار "وتعاونوا على البر والتقوى"، عُقد الاجتماع العام لآل الشريف لكحل، في دار المجد التّليد "دار اسلامة"، فتداعى إليه أبناء الشريف لكحل من كل مكان -رغم كثرة المشاغل- لتدارس أخبار المجتمع، والاطلاع على أحواله، ومعرفة أيامه وتاريخه. 

إنّ الرسالةَ التي يسعى هذا الاجتماع لترسيخها، وإيصالها لكل أبناء المجتمع، شِعارها: صلة الرحم وتقوية المحبة، والتعاون على نوائب الدهر، وضرورة التعليم والتعلم، وتعميم المعرفة والتّعارف، وإشاعة التّقارب بدل التّعارض، والتآلف بدل التخالف.


#مميزات الاجتماع

لقد نجح هذا الاجتماع –لله الحمد- على جميع المستويات، بدءاً من التفكير فيه، مروراً بالتحضير له، وانتهاءً  بنتائجه. وقد وُقف المشرفون على التنظيم شكلا ومضموناً، انطلاقاً من النقاط التالية:

- اختيار الشعارات، والخطوط التي كتبت بها، والألوان المناسبة لذلك.

- تقدير دور الآباء، وتثمين جهود الأمهات، وتكريم المتفوقين في المسابقات.

- نبذ الخلاف، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إليه.

- الحرص على توحيد الكلمة، واعتبار المصلحة العامة فوق كل المصالح الشخصية.

وزيادة على ما تقدم؛ فقد خُتم الاجتماع بمجموعة من النقاط المهمة، وشكلت لجنة لمتابعتها بشقيها التنموي والاجتماعي.


وختاماً؛ فإن المجتمع يشكر كل المجتمعات، والأسر، والشخصيات التي دعمت هذا الاجتماع، وساعدت في نجاحه.


وأقول لأهلنا جميعاً:

لِيزِدْ بَنو الحَسنِ الشِّرافُ تَواضُعاً ... هَيهاتَ تُكْتَمُ في الظَّلامِ مَشَاعِلُ

والحمد لله من قبل ومن بعد


كتبه؛ أحمد بن قَثَمُ بن الحضرامي


تهنــــــــــئــــــــــــــة

 نبارك لأبنائنا الناجحين في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية متمنين لهم مسيرة دراسية ناجحة بإن الله .





الـــــــصـــــــــداقـــــــــــــــــــــة- محمد ولد كاه ولد التجاني

 الـــــــصـــــــــداقـــــــــــــــــــــة- محمد ولد كاه ولد التجاني





بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و أشهد أن سيدنا و حبيبنا و شفيعنا و قرة أعيننا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحابته و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إخوتي الأعزاء رابطة الشرفاء الكرماء أهل الشريف الأكحل حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثوانا و مثواكم .

سنتكلم إن شاء الله في موضوع الصداقة و ما أدراكم ما الصداقة .

إخوتي الصداقة ثلاثة أنواع هي صداقة المنفعة و صداقة المتعة و صداقة الفضيلة.

1 ) - صداقة المنفعة  : و ما أكثرها وهي الصداقة التى تجعلك تحب الإنسان و تكاد لا تفارقه من أجل منفعة عنده ربما لجاه عنده أو سلطان أو مال أو لغيره و هي للأسف الشديد أكثر الصداقات منتشرة اليوم في العالم بل العالم اليوم تنتشر فيه بكثرة في مشارق الأرض و مغاربها و خاصة في بلدنا هذا (موريتانيا) ولذلك عندما يكون الشخص في منزلة ما رئاسية أو وزارية أو مالية أو غير ذلك فإذا بالناس من حوله تحيط به من كل جانب و تحبه و تصرح بأنه هو كل شيئ ما أكثرهم و لكن عندما تزول تلك النعمة التى عنده تنفك الناس من حوله .

أحبتي هذه هي صداقة المنفعة و للأسف الشديد ما أكثر الذين يلمزون في الصداقات فإن أعطوا منها رضوا و إن لم يعطوا سخطوا وهكذا الناس يحبون الناس على المنفعة و على الجاه و على السلطان فإذا زالت تلك النعمة تذهب الناس عن هذا الشخص بل تصرح ببغضه و بعداوته و يعطون المال من أجل مقاضاته بعض الأحيان و هكذا للأسف الشديد هكذا الناس منافقون في كثير من الأحيان و يحبون الناس على المال و على هذا المنوال للأسف الشديد .

نرجو الله تعالى أن لا نكون من هذا المجتمع الذي يحب الناس على جاههم أو على مالهم أو على سلطانهم ، أسأل الله السلامة و العافية .

نعم أحبتي الاعزاء هكذا حال الناس في هذه الدنيا في العالم كله فكثر من الناس هكذا يصادق الناس و كثير من العلاقات الدولية و المجتمعات تتحالف و تتصادق و تجتمع على هذا المنوال .

فتلكم احبتي في الله صداقة المنفعة المبنية على الباطل فما بني على باطل فهو باطل .

2 ) - صداقة المتعة : و التى تبنى عل المتعة بعيدا إلى المنفعة فأصحاب المتعة لا يريدون لبعضهم البعض الخير بل فقط ضياع الوقت في المؤانسات و المحادثات و المهاترات و الأمور التى في هذا الصدد ، و لا يريد لأحدهم منفعة أخروية  أو منفعة مادية بل فقط هي المتعة بأمور تافهة تضيع الأخلاق و تضيع الوقت و تضيع الدين و تضيع المجتمعات و للأسف الشديد هكذا صداقة المتعة ، نسأل الله السلامة و العافية.

3) - صداقة الفضيلة : أو صديق الفضيلة و ما أدراكم ما صديق الفضيلة إنها الصداقة المثالية الصداقة التى يفوز أصحابها( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) لأنهم تحابوا في الله لأنهم أخلاء في الله لأن بعضهم يحب بعضهم في الله لا لشئ آخر و هكذا تكون الصداقة المثالية الصداقة الشريفة و لذلك يقول جل من قائل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) صدق الله العظيم .

ولذلك جاء في الحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و منهم اثنان تحابا في الله و افترقا عليه هكذا التى الصداقة التى تنفع أصحابها حين يكونون محتاجين لذلك هي الصداقة التى تجعل الصديق يوجه صديقة بطريقة مثالية يوجهه إلى الخير فيفتح له أبواب الخير و ينهاه عن الشر هي التي تجعل الصديق يحمل صديقه على ما يزين و ينهاه عن ما يشين هي الصداقة الحقيقية هي الصداقة التى يعول عليها و لذلك من أراد أن يكون سعيدا في الدنيا و في الآخرة فليبحث عن صديق الخير صديق طيب يعول عليه ،و لذلك اليوم للأسف الشديد الكثير من الشباب زاقوا و ضلوا و انحرفوا نتيجة الصداقة السيئة لذلك الصديق لا بد أن يؤثر إما سلبا و إما إيجابا فإذا كان طيبا و ثمرته طيبة فسيكون الصديق كذلك في أغلب الأحيان و العكس صحيح فإذا كان الصديق سيئا يكون الصديق كذلك سيئا.

و عطفا على هذه الصداقة المثالية أوجه إخواني جميعا أن ينتبهوا لأبنائهم قبل فوات الأوان قبل بلوغ سن الرشد أن يوجههم إلى أصدقاء طيبين مثاليين  أصدقاء عندهم تربية طيبة تربية على الخير تربية على السنة السليمة على الفطرة على منهج الصحابة  كي ينفعوهم في الدنيا و الآخرة .

فمن أراد الله له ولد ولم يربه ولم يوجهه إلى الخير فسيكون عليه وبالا و حسة في الدنيا و الآخرة فإذا وجهه إلى صديق طيب فسيكون مفتاح خير عليه لأن الإنسان الصالح مربى في كل شيئ.صحيح الإنسان الفاسد كارثة و وباء و حسرة في الدنيا و الآخرة و لا شك أن هذا الفساد المنتشر اليوم في الشباب ليس إلا نتيجة في إهمال وعدم التربية و عدم مراعاة الصحبة المثالية فالطفل إذا كان يذهب حيث يشاء و مع من يشاء في المدرسة و في الشارع و في الطرقات ربما تخطفه  هذه الثلة أو هذه الجماعة السيئ.

فعلى الجميع أن ينتبه في صديق الطفل فهو أخطر شيئ على مستقبل الطفل فالصديق هو أخطر شيء على الطفل و على الكبير كذلك ، فالصداقة كما قلنا هي كل شي ،فلابد من تأثيرها سلبا أو إيجابا فأنتبهوا جميعا .

إخواني أناشدكم الله أن تنتبهوا لأبنائكم هذا هو أخطر شيئ ، الطفل في مرحلة التأثير لا بد أن يوجه إلى الخير وإلى الطريق السليم و خاصة الصديق فلنحذر من صديق سيئ.

نسأل الله السلامة و العافية و نسأل الله أن يصلح أبناءنا و يصلح نساءنا و يصلح المسلمين في كل مكان يا رب العالمين إنه ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

     

الأستاذ  محمد ولد أكاه ولد التجاني.




تهنئة العيد

 رابطة أهل الشريف لكحل العالمية

تبارك لكم بمناسبة حلول عيدى الأضحى المبارك
أعاده الله على الأمة الإسلامية بخير



فرائض الصلاة الأستاذ سيد محمد أيده

 فرائض الصلاة



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد خاتم النبيين و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

نبدأ بعون الله وتوفيقه التعليق على فرائض الصلاة و الفرائض جمع فرض أو فريضة و الفرض و  اللازم و الواجب و المحتم ألفاظ مترادفة عند جمهور الأصوليين خلافا للحنفية فإنهم فرقوا بين الفرض والواجب تفريقا معروفا عندهم .

وهذه الفرائض أغلبها مستمد من القرآن و من السنة وما كان منها مستمدا من السنة فأغلبه مستمد من حديث أبي هريرة في الصحيح الذي يعرف عند العلماء بحديث المسيء صلاته .

وفرائض الصلاة ستة عشر وهي : 


1) - النية : و هي من أعمال الصلاة القلبية فهي ليست من أعمال الصلاة البدنية أو القولية بل هي من أعمال الصلاة القلبية كالخشوع و النية و تعني نية الصلاة المعينة إذا كان سيصلي الظهر مثلا ينوي أنه سيصلي الظهر وإذا كان سيصلي العصر ينوي أنه سيصلي العصر و هكذا. 

هذا بالنسبة للمأموم ويجوز للمأموم أن يدخل في الصلاة بنية إحرام إمامه فالمأموم تجب عليه نية المأمومية لأنه ثمت أحكام متعلقة بها كحمل السهو و كوجوب متابعة المأموم للإمام لذلك وجب على المأموم أن ينوي نية الاقتداء بخلاف الإمام فإنه لا تجب عليه نية الإمامة بل تندب له إلا في مواطن معينة كالجمع و جمعة و الاستخلاف و صلاة الخوف هذه المواطن يجب على الإمام فيها أن ينوي نية الإمامة.

ويكره التلفظ بها و من كان من أهل الوسوسة و تلفظ بها فلا بأس بذلك لكن فعله ليس من عمل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من فعله ، وقد أشار الشيخ محمد مولود إلى هذين الفرضين بقوله في بداية حديثه عن فرائض الصلاة  : 

تكبير الإحرام قيامه فأم * صلاته التى يريدها فلم

2) - تكبيرة الإحرام : وهي التكبيرة الأولى من تكبيرات الصلاة وهي التكبيرة الوحيدة من سائر تكبيرات الصلاة التي تدخل في الفرائض.

 فأقوال الصلاة لا يجب منها إلا تكبيرة الإحرام و الفاتحة و السلام و ما سوى ذلك فهو إما سنة و إما مندوب ولذلك لا يجب من تكبير الصلاة إلا تكبيرة الإحرام و لفظها يكون بلفظ الله أكبر بتحقيق الهمزتين الأولى و الثانية بصيغة المبتدأ و الخبر ، ولا يجوز أن نمد الهمزة الأولى فنقول لله و لا يجوز أن نمد الباء في أكبر فنقول أكبار فإن ذلك من الأخطاء الشائعة في الصلاة وهو مفسد للمعنى .

ويجب في تكبيرة الإحرام على المأموم أن يتأخر قليلا عن الإمام حتى يفرغ منها فلا ينبغي أن يساوقه أو يتقدم عليه او يسابقه فيها فإذا فعل ذلك فإن صلاته عرضة للبطلان إذا سبقه في الإنتهاء من التكبير فإن صلاته تبطل وإذا ساوقه فيه خلاف بحيث أتم معه فالمساوقة تعني أن يتم التكبير مع إتمام الإمام له .

ومن الفرائض المتعلقة بتكبيرة الإحرام القيام لها فهي واجبة و القيام لها واجب .

تكبير الإحرام قيامه فأم   صلاته التى يريدها فلم.


3) - القيام لتكبيرة الإحرام : كما إن تكبيرة الإحرام هي التكبيرة الوحيدة التي تجب من سائر تكبيرات الصلاة فإن القيام لها واجب فلا يفعلها الإنسان و هو هاو إلى الركوع أو السجود بل لابد أن يفعلها وهو قائم .

ومن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس و خصوصا المسبوقين أن أحدهم يدرك الإمام راكعا فيكبر وهو هاو إلى الركوع حرصا منه على أن يدرك الإمام وهو راكع فيدرك تلك الركعة وبذلك يقع في خطإ  و تفريط في فرض من فرائض الصلاة وهو القيام لتكبيرة الإحرام فمن أدرك الإمام راكعا فلا بد أن يكبر قائما تكبيرة الإحرام ثم يكبر هاويا إلى الركوع فإن أدرك الإمام وهو مازال يعقد ركوعه فقد أدرك تلك الركعة و إن لم يدرك الإمام بحيث هوا راكعا فرفع الإمام من ركوعه فإنه يبقى في ركوع إلى أن يسجد الإمام فيخر ساجدا معه وتصح صلاته ولم يدرك تلك الركعة فإذا سلم الإمام قام وقضى ما فاته .

فلذلك القيام لتكبيرة الإحرام فرض من فرائض الصلاة فلا بد أن يكبر الإنسان تكبيرة الإحرام و هو قائم و لا يجزئ في ذلك فعلها و الإنسان جالس و هو قادر على القيام أو ساجد أو راكع .

4- الفاتحة : وهي فرض من فرائض الصلاة على المشهور  كما ثبت في الصحيحين  من حديث عبادة بن الصامت رضي الله  تعالى عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ولما ثبت كذلك  أن النبي صلى الله  عليه وسلم قال : ( كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج  فهي خداج غير تمام )

و هي واجبة على الإمام و الفذي  اتفاقا واختلف في المأموم  فمشهور الإمام مالك أن الفاتحة لا تجب على المأموم في حال جهر الإمام و تندب له أو تسن في حال  قرأ الإمام سرا وقد أختلف في وجوبها  أهي واجبة في كل ركعة وهو الأرجح  

أو هي واجبة في الجل و تسن في الأقل وعلى هذا القول الذي يقول بسنيتها فإنها ليست كسائر السنن بإتفاق القولين  على أن تركها عمدا مبطل لأنها سنة شهرت فرضيتها وينبني على هذا الخلاف ترك شئ منها أو ترك بعضها في بعض الركعات فعلى القول بوجوبها فإن من ترك شئ منها ساهيا  تلافاه إن أمكنه ذلك  قبل عقد الركوع  فإن لم يمكن التلافي بأن عقد الركوع قبل التذكر فإنه يسجد القبلي مراعاة للقول بأنها واجبة في الجل   و إما إن ترك شئ منها عمدا فإن صلاته باطلة . 

 و أما القول بسنيتها  فإن حكم تارك بعضها كحكم تارك السنن

ففي الترك عمدا قولان بالصحة و البطلان  وفي  الترك سهوا السجود القبلي  و إن شك المصلي في شيئ منها فإنه يرجع له ولو أتم السورة  وقد أشار الشيخ محمد مولود ولد أحمد فال في نظمه للكفاف للخلاف الذي ذكرنا في وجوب فقال :

على وجوب الأم من منها يذر* شيئ تلافاه و عامدا  أضر

و على الاستنان  فهي وسنن * بعمدها و سهواها على سنن

ثم بين أنه تجب قراءتها قراءة صحية سليمة  فقال رحمه الله 

راعي حروف الأم في الصلاة * وحركاتها مع الشدات 

فإن إتـقان جميـــــع هـــات *   مشترط في صحة الصلاة 


5) - القيام للفاتحة : فقد عده  خليل والعلامة محمد مولود و غيرهما من مؤلفي المذهب ضمن فرائض الصلاة .

والقيام للفاتحة إنما يكون للصلاة المفروضة و هي الصلوات الخمس  ويكون  واجبا في صلاة الجنازة و في صلاة الوتر على الراجح و لذلك قال الشيخ محمد مولود في الكفاف :

للخمس والميت والوتر  قم * إن لم تخف من ضرر التيمم

واتفق أهل العلم على أنه  لا تجزئ الصلاة المفروضة إذا صلاها الإنسان جالسا وهو قادر على أن يصليها قائم , و مراتب القيام  في الصلاة سبعة  أربعة منها على الوجوب وثلاثة على التخير 

الأربعة التي ترتيبها  على الوجوب هي أن يصلي الإنسان قائما  غير مستند على شئ فإن لم يقدر فليصلي قائما مستندا على شيء  فإن لم يقدر فليصلي جالسا غير مستند على شيء  فإن لم يقدر صلى جالسا مستندا على شيء  فإن لم يستطع فليصلي على جنبه الأيمن أو الأيسر أو على ظهره 

و الثلاثة الأخيرة للتخيير . 

 ويشترط في المستند إليه أن لا يكون أجنبية  و أن لا يكون نجسا و أن لا يكون الإنسان موقنا في حصول اللذة  في الإستناد إليه لذلك قال الشيخ محمد مولود في الكفاف :

 ثم استند لغير أجنبية *أو نجس أو موقن الملذة 

6 ) - الركوع :  و الأصل في وجوبه قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا  و اعبدوا ربكم)

و قوله( و اركعوا مع الراكعين)

  وقوله( و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين)

و الأصل فيه كذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث المسيئ صلاته الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما  حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو أصل هذه الفرائض كلها قال الرسول صلى الله عليه و سلم للمسيء صلاته (ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ) و المقدار الواجب في الركوع  هو الإنحناء حتى تقترب فيه الراحتان من الركبتين قال خليل : والركوع تقترب فيه من ركبتيه * وندب تمكينهما  منهما  

وقال العلامة  محمد مولود ولد أحمد فال في الكفاف :

ركوعه بحيث تدنو راحتاه * من ركبتيه رفعه فسجدتان 

و المقدار الواجب في الركوع هو أن ينحني الإنسان بحيث تقترب  راحتاه من ركبتيه أما تمكين الراحتين وهما الكفان من الركبتين فإن ذلك مندوب 


7) - الرفع من الركوع : و الأصل فيه قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( ثم ارفع حتى تعتدل قائما ) و من المعلوم عند الأصوليين أن صيغة افعل في القرآن و السنة تدل على الوجوب إذا لم تكن هناك قرينة تصرفها من الوجوب إلى الندب او إلى الإباحة على المشهور تستوي في ذلك الصيغة الواردة في القرآن و في السنة على الراجح و منهم من فرق حمل افعل في الوجوب على القرآن و حملها على الندب في السنة و قد أشار إلى ذلك العلامة سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم في مراقي السعود حيث قال :

وافعل لدى الأكثر للوجوب * وقيل للندب و للمطلوب 

وقيل للوجوب أمر ربي * و أمر من أرسله للندب 

فالأصل في وجوب الرفع من الركوع بحيث يعتدل الإنسان قائما قول النبي صلى الله عليه و سلم للمسيء صلاته ( ثم ارفع حتى تعتدل قائما ) .

لذلك من الأخطاء التى تكثر و تنتشر بين الناس أن أحدهم يركع  فلا يرفع رأسه من الركوع أو يرفع رأسه قليلا بحيث لا يعتدل قائما ثم يهوى إلى السجود فإن هذا من الأخطاء الشائعة في الصلاة وهي من الاخطاء المبطلة للصلاة لأن الإنسان إذا لم  يرفع رأسه من الركوع أو رفع رأسه قليلا بحيث لم يعتدل قائما فإن ذلك مما يبطل صلاته على الراجح .

8) - السجود : و الأصل فيه قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا ) 

و قول النبي صلى الله عليه و سلم للمسيء صلاته : ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا )

و السجود يكون على اليدين و الركبتين و أطراف القدمين و الأنف و الجبهة 

ولكن الذي يجب من هذه الأعضاء إنما هو السجود على الجبهة و على الأنف أما باقي الأعضاء فإن السجود عليها مندوب أو سنة و ترك السجود على الجبهة مبطل مطلقا أما السجود على الأنف فإن من تركه فالراجح أن صلاته صحيحة إلا أنه تندب له الإعادة في الوقت و لذلك قال الشيخ محمد مولود :

سجود أنف مستحب أو يجب *والعود في الوقت لتركه ندب .

  و السجود من افضل مواطن الصلاة لأنه أقرب أحوال العبد من ربه و أنه مظنة استجابة الدعاء لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( أن الركوع فعظموا فيه الرب و أما السجود فادعوا الله فيه فإنه قمن أن يستجاب لكم ) فلذلك يندب للإنسان أن يطيل السجود و أن يكثر من الدعاء فيه فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول لبعض أصحابه : ( أعني على ذلك بكثرة السجود ) حين سأله أن يسأل الله له مرافقته في الجنة قال : ( أعني على ذلك بكثرة السجود ) 

9 ) -الرفع من السجود : و الأصل فيه قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( ثم ارفع حتى تعتدل جالسا )  

فالجلوس بين السجدتين واجب و لذلك قال الشيخ محمد مولود :

و سجدتا جلوسه بينهما *وليعتدل في جلساته و كل مامثل.

فالجلوس بين السجدتين واجب و لا يقع الاعتدال إلا بالجلوس بين السجدتين فلا يكفي مجرد رفع الرأس من السجود بحيث يرفع الإنسان جبهته عن الأرض ثم يعود بل لابد أن يرفع حتى يعتدل جالسا لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( ثم ارفع حتى تعتدل جالسا .

10 ) - السلام : و المقصود به تسلمة التحليل ولم يرد السلام في حديث المسيء صلاته و لكنه ورد في أحاديث أخرى منها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم

أنه قال مفتاح الصلاة الطهور و تحريمها التكبير و تحليلها التسليم و قد وردت فيه خمس صيغ عن النبي صلى الله عليه و سلم كلها مجزية و صحيحة و ثابتة الصيغة الاولى السلام عليكم و رحمة الله عن يمينه و السلام عليكم و رحمة الله عن شماله و الصيغة الثانية السلام عليكم و رحمة الله عن يمينه و  السلام عليكم فقط عن شماله و الصيغة الثالثة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عن يمينه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عن شماله و الصيغة الرابعة هي السلام عليكم عن يمينه والسلام عليكم عن شماله و الصيغة الخامسة الاختصار على تسليمة واحدة  السلام عليكم عن يمينه .

هذه الصيغ الخمس ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أيها فعل المصلي فإنها تجزؤه و لا لوم عليه.

وقد قال الشيخ محمد مولود في نظمه للكفاف :

ومن فروضها السلام قاصدا فراقها *ومن شروطها أن يقعد.

و إنما ذكرنا أن التسليمة الواحدة أي تسلمة التحليل هي واجبة و ذلك لأن من كان يسلم التسليمتين مثلا فقدر أنه سلم التسليمة الأولى ثم انتقض وضوءه قبل أن يسلم التسليمة الثانية فإن صلاته صحيحة و ذلك إذا قصد بالتسليمة الأولى التحلل من الصلاة فلذلك إنما تجب التسليمة الأولى و ماعدا ذلك فهو من المندوبات أو السنن و لم يره كثير من متأخري المالكية فاختصروا على التسليمة الواحدة       .

11) - الجلوس للسلام : فالمقدار الذي يجلس فيه المصلي حتى يقول السلام عليكم هذا المقدار من الجلوس واجب تبطل الصلاة بتركه و ما زاد على ذلك فهو سنة و لا أعرف لهذا الواجب دليلا مستقلا عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أنه يدخل في عموم فعل النبي صلى الله عليه و سلم فإنه لم يثبت عنه أنه سلم ساجد أو راكعا أو قائما و إنما كان يسلم جالسا و يذكر الفقهاء أن من أدلة وجوبه أن هذا الجلوس ظرف و أن الظرف تابع للمظروف فيه و لما كان المظروف فيه واجبا و هو السلام دل ذلك على وجوبه و لذلك ذكرنا بيت الشيخ محمد مولود و قال فيه:

  ومن فروضها السلام قاصدا فراقها *ومن شروطها أن يقعد.

يعني بذلك أن السلام لابد أن يقع و المصلي جالس.

12) - ترتيب الأداء : بحيث لا يقع تقديم و لا تأخير في هيئة الصلاة فلا يقدم السجود على الركوع و لا يأخر الركوع عن السجود فترتيب هيئة الصلاة بالطريقة المعروفة من واجبات الصلاة و من فرائضها.

ويمكن أن يستدل لهذا الفرض بقول النبي صلى الله عليه و سلم للمسيء صلاته : ( إذا قمت إلى الصلاة فكبر و اقرأ ماتيسر من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ) .

فقد رتب له النبي صلى الله عليه و سلم هذه الفرائض بحرف العطف الذي هو ثم ومن المعروف عند علماء اللغة و النحو أن ثم حرف عطف يقتضي الترتيب و التعقيب مع الانفصال كما قال ابن مالك :

و الفاء للترتيب باتصال * وثم للترتيب بانفصال .

لايمكن أن يقال جاء زيد ثم جاء عمرو قبله ذلك أن ثم تفيد الترتيب بالانفصال مع التراخي و التأخر فلذلك دل ذلك على أن ترتيب النبي صلى الله عليه و سلم للفرائض في مخاطبة المسيئ صلاته بحرف العطف الذي هو ثم يدل على أن هذه الهيئة واجبة ويمكن أن يستدل على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه و سلم و من المعلوم أن فعل النبي صلى الله عليه و سلم فيه خلاف عند الأصوليين فمنهم من قال إنه يدل على الوجوب مطلقا و منهم من قال أنه يدل على الندب مطلقا و منهم من فرق فقال إذا كان بيانا لوجوب دل على الوجوب و إذا كان بيانا لسنة دل على السنة و إن كان بيانا للندب دل على الندب و إن كان بيانا على الإباحة دل على الإباحة .

و لا يمكن أن يستدل بقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي فعموم هذا الحديث لا يمكن أن يستدل به على ترتيب الأداء لأنه ثبت أن في هيئة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم ما هو فرض وما هو مندوب وما هو سنة .

13) - الطمأنينة : وتكون في الركوع و في الرفع من الركوع و في السجود و في الرفع من السجود أي الجلوس بين السجدتين وقد اختلف في أقل ما تقع به الطمأنينة فحدها بعض الفقهاء بأن أقل ما تقع به الطمأنينة هو أن يعود كل عضو إلى مكانه في الركوع و في القيام من الركوع وفي السجود و في الجلوس بين السجدتين ومنهم من قال أن أقل ما تقع به الطمأنينة هو أن يقول في الركوع سبحان ربي العظيم ثلاث مرات و في السجود سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات .

14) - الاعتدال : ويكون في القيام و يكون في الركوع و يكون في السجود و يكون في الجلوس و يكون في القيام بحيث لا يعتمد المصلي على رجل و يرفع أخرى و يكون في الركوع بحيث يسوى ظهره في الركوع و يكون في القيام من الركوع حتى يعتدل قائما و يكون في السجود بحيث يسجد على الجبهة و الأنف و على بقية الأعضاء إلا أن المالكية فرقوا فجعلوا السجود على الجبهة واجب تبطل الصلاة بتركه مطلقا و السجود على الأنف واجب تندب الصلاة معه في الوقت و جعلوا السجود على بقية الأعضاء مما لا يبطل الصلاة .

و قد اختلف في الاعتدال والطمأنينة هل هما واجبان أو سنتان وقد أشار الشيخ محمد مولود إلى هذا الخلاف بعد أن ذكر الاعتدال و الطمأنينة فقال :

 والخلف فيه و في الاطمئنان *هل سنتان أو محتمان 

ولكن العامل ترك الأخير* يعيد في الوقت على المشهر.

فمن ترك الطمأنينة عند المالكية يعيد الصلاة في الوقت و ذلك مراعاة للحديث مسيئ صلاته فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال له ارجع فصلي فإنك لم تصلي و الظاهر من حاله أن مشكلته كانت في الطمأنينة و الاعتدال.   

15) - متابعة المأموم للإمام في الإحرام و السلام : و الأصل في وجوب هذا الفرض قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إنما جعل الإمام ليأتم به فإذا كبر فكبروا و إذا ركع فاركعوا و أذا قال سمع الله و لمن حمده فقولوا ربنا و لك الحمد ويذكر الفقهاء في هذا الفرض ثلاث صور الصورة الأولى واجبة و الصورة الثانية مكروهة و الصورة الثالثة محرمة ، فالصورة الأولى هي المتابعة بحيث يتابعه في الإحرام و السلام أي يتأخر عنه في السلام و في النطق بالإحرام هذه واجبة، و الصورة الثانية هي المساوقة حيث يبدأ معه لفظ التكبير و يختمه معه و يبدأ معه لفظ السلام و يختمه معه فلا يتقدم عليه و لا يتأخر عنه في النطق لا في الابتداء و لا في الانتهاء هذه مكروهة ،الصورة الثالثة هي المسابقة بحيث يسبقه في النطق بالإحرام و السلام و هذه محرمة تبطل الصلاة بها ،فلذلك متابعة المأموم للإمام في الإحرام و السلام من فرائض الصلاة .

16 ) نية المأموم الاقتداء : و هذه النية هي النية الثانية من النيات الواجبة في الصلاة فالنية الأولى هي نية الصلاة المعينة و قد تقدم ذكرها.و النية الثانية هي نية المأموم الاقتداء و إنما كانت نية الاقتداء واجبة على المأموم لما رتب الشارع على المأمومية من حصول فضل الجماعة و سقوط القراءة عن المأموم و تحمل الإمام السهو عن المأموم في حال القذوة ، أما الإمام فيندب له أن ينوي نية الإمامة و تجب عليه نية الإمامة في أربعة مواضع في الصلوات التي لا يمكن أن تقع إلا جمعا أي الصلوات التي لا يؤديها الفذ وهي صلاة الخوف و صلاة الجمعة و صلاة الجمع كالجمع بين الظهر و العصر و الجمع بين المغرب و العشاء و الاستخلاف ، هذه المواطن الأربعة هي التي يجب  على الإمام فيها أن ينوي نية الإمامة . 

هذه هي مجمل فرائض الصلاة و هي ست عشرة  فريضة و يضيف إليها بعض الفقهاء الخشوع في الصلاة لذلك قال الشيخ محمد مولود في عده فرائض الصلاة : 

كذا خشوعه على ما أيدا 

إلا أن الذين يجعلون الخشوع فرضا من فرائض الصلاة يعتبرون أنه يقع باستشعاره في أي ركن من أركان الصلاة فلا يلزم أن يستحضر المصلي الخشوع في كل أجزاء الصلاة لتعذر ذلك على عموم الناس ، وقد عرف الشيخ محمد مولود الخشوع في الصلاة و ذكر الخلاف فيه في الكفاف فقال :

الخوف باستشعارك الوقوف * بيــن يــدي خالقك الرؤوف 

به ابن رشد الخشوع عرفــا * و أي الأركـان به كان كفــى 

وهـــو فضيلة لدى عياضي *  و عنه أيضا عنه ذو افتراض

وبعض أهل الصوفة الهدات*  شــرطه في صحــة الصــــلاة 

وواجـــب بتــركه لا تبــطل  *  لدى ابن رشد و عليه عولوا.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين و أن يعلمنا التأويل و أن يجعل ما نقول و نسمع حجة لنا لا علينا و أن يلهمنا رشدنا و أن يعيذنا من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .




الأستاذ :  أممد ولد أيده

قصيدة رثاء المرحوم تقرة ولد مولاي زيدان _ للأستاذ الشاعر اللحه ولد تقره ولد مولاي زيدان

 

        قصيدة رثاء المرحوم تقرة ولد مولاي زيدان _ للأستاذ الشاعر اللحه ولد تقره ولد مولاي زيدان   



                                    لعمرك ما بالوجد عيناي تدمع


 لعمــرك ما بالوجد عيناي تدمـــع               و لا أنا من هجر الخــــــرائد أجـــزع 

ولكنني  أبكي  لتأبين   ما جــــــــد               ولــيس البكا إن طال يجدي وينفــــع 

عشية قال الناع  تقره  مودعــــــا               وراح إلى الفردوس يجني ويرتــــــع 

وكان "بدار اسلامه"ثاوي لحـــــده               ثوى معه مخضل من الأجر ممـــرع

سيبكيه ذو خطـب  تأوبــه الــــلأى              إذا القوم عن خطب  جليل  تكعكـــــع

وتبكيه أيتـــام  يؤلــف شملــــــهم                و لما   نعاهن   النعاة   تصعصـــــع

فلم تبق في الأجفـان بـعدك عــبرة               و لم يبق في الأفراح بعدك  مطمـــع 

تــراه بشوشـــا لايفارقــه الـــقرى              إذا حل ضيف شاحـــــب متجعجــــع

ويحمل هم الحي بعــــد  رجالـــــه                وإن عن خطب لا يـرق و يخضــــع 

إذا ما دعــــــاه الداع يوما لنكبــة               أجاب ملبيا له حيـــن يسـمـــــــــــع

تعود بسط الكــــف  حـــت كأنــــه              لكثرة ما يعطي من المـــال يجمـــــع 

ولم ير منه الجــار ما قـــد يسوؤه              سواء أنه ميت على النعش يرفـــــع 

وصار إلى الرحمن يرجو ثوابـــه               و حول جوار  المصــطفي  يتمتـــــع 

يبيت يجافي جنبه كل مضجـــــــع               يناجيه ليلا  والخليـــــون  هجـــــــع 

تقي   نقي  حاز    كل   فضيلـــــة              أمين و ذو مـجد سـخي  سمــــــــيدع 

سقـى الله من وبل النعيم ضريـحه              وحيـاه   منــــي بعد ذاك  تفجـــــــــع

لئن كنت يا أبي  رحلت  مفــارقــا              ففي  قلب كل من بقى لك موضـــــــع


             الأستاذ : اللحة ولد تقرة ولد مولاي زيدان


للإستماع للقصيدة  اضغط هنا



محاضرة بعنوان ممن نأخذ دينناالأستاذ محمديله ولد حمد


محاضرة بعنوان ممن  نأخذ ديننا



محاضرة بعنوان ممن  نأخذ ديننا 


 بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه

 تبرأت من حولي و قوتي و اعتصمت بحبل الله تعالى و قوته 


أعضاء  مجموعة أهل الشريف لكحل حياكم الله جميعا في الداخل و الخارج و سدد خطاكم ووفقكم لما يحب و يرضاه و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته 


سأتحدث معكم في موضوع تحديد مصادر معارفنا بديننا فنحن عندنا ثقافة دينية فيها ماهو صحيح و فيها ماهو مقبول و فيها ما ليس كذلك لذلك نحتاج إلى أن نتحدث حول هذا الموضوع لأنه يتعلق بتزكية النفس و إصلاح القلب 

حقيقة الإنسان أنه ليس هيكلا من اللحم و الدم و العظم و الأعصاب و الأجهزة و الخلايا فهذه يشترك فيها الإنسان مع غيره من الحيوانات و ربما تفوقت بعض الحيوانات فيها على الإنسان 


إنما حقيقة الإنسان و جوهره هو تلك النفخة العلوية التى أشار إليها القرآن الكريم (( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)))


من أجل هذا كان الإنسان إنسانا وإستحق أن يعنى به و بذلك أرسل الله له الرسل و انزل إليه الكتب فلذلك لا بد من فهم هذه الحقيقة 

فالإنسان جوهر فالبعض يعبر عن جوهر الإنسان بالقلب و بعضهم بالنفس و البعض يعبر عنه بالروح و بالفؤاد 

فلنسمه ما شئنا لكن في النهاية هو يرجع إلى حقيقة واحدة هي جوهر الإنسان و هي التى عليها مدار صلاح الإنسان أو فساده مدار حياته أو موته 


( أَوَمَن كَانَ مَيِّتاٗ فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُۥ نُوراٗ يَمْشِے بِهِۦ فِے اِ۬لنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِے اِ۬لظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٖ مِّنْهَاۖ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكٰ۪فِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَۖ (123)

 ) الحياة أم الموت هنا هي حياة القلوب أو موتها و إنما ينجو الإنسان في الآخرة بهذا القلب إذا كان القلب قلبا سليما و قلبا منيبا له الحق أن يفوز بالجنة و أن ينجو من النار كما قال الله تعالى ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) ))


سيدنا إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه قال ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89))


قلب سليم من الشرك قلب سليم من النفاق قلب سليم من الرذائل القلب السليم هو الذي ينجو من النار و القلب المنيب هو الجدير بأن يدخل الجنه ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) ) 


من هنا كانت عناية العلماء بهذه التزكية .


وطبعا المحطة الأولى هنا ستكون هي محطة العلم 

فالله سبحانه و تعالى يقول ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)) 


فمحطة العلم لابد منها في سبيل إصلاح هذه النفوس و تزكيتها لأن الإنسان إذا لم يتفقه في دينه ربما شرق و هو لا يريد أو غرب و هو لا يريد ربما عمل العمل يظنه عبادة و هو بدعة يظنه حلالا و هو حرام يعتقده حقا و هو باطل إذا لابد من العلم ليعرفنا على العبادة الحقة لابد أن نكون على بينة من أمرنا


 ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)) هذا ما يريده الإسلام أن تبدأ بالعلم أولا حتى لا تضل و أنت لا تدري (( اَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَر۪ء۪اهُ حَسَناٗۖ فَإِنَّ اَ۬للَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَّشَآءُ وَيَهْدِے مَنْ يَّشَآءُۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍۖ اِنَّ اَ۬للَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصْنَعُونَۖ (8))) قال تعالى : ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)))


 لذلك يذكرون أن الحسن البصري قال اطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة و اطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم فإن قوما طلبوا العبادة دون أن يطلبوا العلم فخرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه و سلم فلو طلب العلم أولا لدلهم على غير ما فعلوا فطالب العبادة بغير علم يفسد أكتر مما يصلح هذا أمر مهم

 فهو يريد لهؤلاء الذين خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه و سلم الخوارج كانوا قوما صوامين قوامين عبادا قراء للقرآن ولكن آفتهم في فقههم لم يحسنوا الفقه للإسلام و لم يحسنوا فهم القرآن كانوا يقرؤونه  لكن لم يتجاوز حناجرهم يتلونه بالحناجر و لم يدخل إلى أعماق العقول و القلوب فلهذا فعلوا ما فعلوا .


فلذلك أول ما ينبغي أن نفعله  أن نحدد مصادر معرفتنا من أين نأخذ ديننا و عن من نأخذ ديننا فالسلف الصالح كانوا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم يقولون هذا لطلاب الحديث ينصحونهم بهذا و نحن أيضا ينبغي لكل واحد منا أن ينظر عن من يأخذ دينه حتى لا يكون أحدنا كحاطب الليل يحمل الحزمة من الحطب و فيها أفعى اوفيها حية و هو لا يدري فلابد ان نميز عن من نأخذ ديننا هناك أناس يأخذون أحاديث موضوعة و أحاديث واهية منكرة  و أحاديث لا أصل لها يبنون عليها أفكارهم و سلوكهم و تصرفاتهم و يؤسسون عليها علاقاتهم 


و هي لا تستحق شيئا من هذا 

و هناك أناس يفهمون القرآن فهما معوجا يقومون عليه حياتهم و لم  يأخذوا ذلك عن الثقات لابد إذا ان نحدد مصادر معارفنا بعض المنحرفين قالوا نأخذ عن قلوبنا ولا نأخذ عن العلماء نحن في غنى عن العلماء كان بعضهم يقول إذهب فأخذ عن العالم الفلاني ليحدثك عن ما أخذ حدثني فلان عن فلان فيقول له أنا لست في حاجة إلى فلان ولا إلى فلان كان يقول ماذا يصنع فلان بعبد الرزاق فلان يأخذ عن الخلائق فماذا يصنع بعبد الرزاق هكذا والعياذ بالله بعض الناس كان يقول ولازال بعض هؤلاء موجودا.


إذن لا بد أن نأخذ من القرآن و من الحديث و لا نكون من أولئك الذين يحكمون أذواقهم كثيرا ما يؤدي  ذلك الى الضلال. حتى انتهى هذا الى بعضهم فقالوا من نظر الى الخلق بعين الشريعة مقتهم و من نظر إليهم بعين الحقيقه أعذرهم إذا نظرت إليهم بعين الشريعة  تقول هذا صالح وهذا فاسد وهذا مؤمن هذا كافر و هذا بر و هذا فاجر هذا معروف وهذا  منكر هذا حلال وهذا حرام الشريعة  مميزة تقول أحب الصالح و أبغض الطالح أكون مع البر و أبتعد عن  الفاجر هذا نظر الشريعه لكن بعض هؤلاء يزعمون أنهم على  الحقيقه يقولون من نظر الى الخلق بعين الحقيقه عذرهم لأنهم جميعا ينفذون إرادة الله هل يحدث شيء في الكون بغير إرادة الله  كفر فرعون نفسه  بإرادة الله كفر إبليس نفسه بإراده الله اليهود في القدس بإرادة الله كل شيء يحدث بإرادة الله.


هؤلاء يريدون ان يهدموا الدين بهذا الفهم لأن الدين قائم على أن هناك طاعة و معصية وإيمانا وكفرا و بر او  فجورا وأشياء  يحبها الله وأشياء يبغضها الله و أن هناك ثوابا و أن هناك عقابا أن هناك جنة وهناك نار فلابد من معرفة الحق من الباطل ومعرفة الحسن من القبيح و معرفة  الخير من الشر ومعرفة الهدي من الضلالة ومعرفة الحلال من الحرام وهذا لن يكون إلا إذا  أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ))  و قال تعالى : ((مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80


 ولذلك تلخص الإسلام في كلمتين حوتهما كلمه’الإخلاص كلمة التوحيد كلمه الشهادة حوتهما تلك الكلمة( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله) أشهد أن لا إله إلا الله تعرفك من المعبود  وتعرفك من الذي يستحق العبادة وهو الله الخالق الرازق المحيي المميت مدبر الأمر وعن من   تأخذ العبادة  كيف تعبده  و كيف تسلك الطريق الذي يرضيه وطبعا هي طريق  رسول الله صلى الله عليه وسلم و أشهد أن محمدا رسول الله فكلتا شهادتين تلازم الأخرى وتكملها و في هذا الاطار أول ما ينبغي أن يحرص عليه المسلمون و أن يؤكد عليه أن يعرف طبعا هي ان الهدف رضوان الله سبحانه وتعالى و الغاية هي مثوبة الله و أن إلى ربك المنتهى وان  الله المعبود ولا معبود سواه وبهذا بعث  الرسل وأنزلت الكتب و حقت الحاقة و وقعت الواقعة وقامت سوق الجنة والنار كل رسل الله جاؤا ينادون بهذه الحقيقه قال تعالى : ((  وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65))) و قال تعالى :((  وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ولابد هنا من الإيماني أو مما يسمونه بتوحيد الألوهيه ,الإيمان بوجود الله هذه فطرة فطر عليها كل الناس فلم يعرف التاريخ قوما الحدوا و أنكروا وجود الله إلا في حالات نادرة من الناس لم يكن الإلحاد هو المشكلة في البشر لكن الذي أضل البشرية طوال حياتها هو الشرك بالله

 ،الذين أشركوا بالله مالم  ينزل به سلطان فمنهم من عبد الشمس و القمر و منهم من عبد النجوم و منهم من عبد الأشجار ومنهم من عبد الأبقار و منهم من عبد الشياطين و منهم من عبد الجن ومنهم من عبد البشر


طوال التاريخ ضل الناس عن هذه الحقيقه لذلك كانت مهمة الرسل  الأولى أن يردوا الناس إلى التوحيد (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) الطاقوت كل ما يعبد من دون الله و قال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) )) هذه الحقيقه الكبرى لذلك كان من أول الأشياء التي حرص القران على أن يعلمها للناس هي حقيقة التوحيد( فاعلم أنه لا إله إلا الله) هذا أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلم وأن يعلم أيضا كل مسلم هذه الحقيقه أنه لا إله إلا الله( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحم) (وأعلم أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم) هذا العلم مهم جدا أن تعلم من تعبد و تعلم صفات من تعبد و أسماء من تعبد و أن تعلم حقارة الدنيا التي تغر الناس و تعميهم عن رؤية مصائرهم و عن رؤية مستقبلهم  الحق الناس يبحثون عن المستقبل ولكن كل المستقبل الذي يبحث عنه الناس هو مستقبل هذه الدنيا ماذا ستكون في المستقبل في أي مركز في أي وظيفة كم ستجمع من المال وكم ستبني من القصور المستقبل الحقيقي هوالجنة المستقبل الحقيقي يتمثل في دار الخلود في مصيرك أهو جنة أو نار هذا هو المصيرالعظيم هذه هي القضية المصيرية القضية المستقبلية الأولى. القضية الكبرى كبرى القضايا الى دار نعيم أم إلى دارجحيم قال تعالى : (( إِنَّ الاَْبْرَارَ لَفِى نَعِيم (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جحِيم (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ اللدِّين (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ (16) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْس شَيئَاً والاَْمْرُ يَوْمَئِذ للّهِ (19) )) هذا المستقبل  هو الذي  ينبغى أن يشغل بالنا و أن نفكر في ما اعتدنا له

 فالنبي صلى الله عليه وسلم وعظ بعض الشباب قال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك ،خمسة أشياء اغتنمها قبل خمسة أشياء أخرى اعمل لمصيرك إعمل لمستقبلك إذا عرفت غايتك وحددتها أنها الله فقد  سلكت  نصف الطريق  أكثر ناس يضيعون لأنهم لا يعرفون غايتهم ، بعض الناس لا يعرف له هدفا في هذه الحياة الإنسان الذي يملكه الله العقل وملكه المواهب و القدرات   وسخر له ما في السماوات وما في الأرض و بعث الله الرسل وانزل عليه  الكتب عليه أن يعرف غايته عليه أن يعرف أن غايته  الأولى هي الله  و أن يصل الى رضوان الله و أن يحب الله و أن يحبه الله و أن يتقرب إلى الله  بما يرضيه  إذا عرف الإنسان هذه الغاية فقد بدأ في الطريق الصحيح  وبدأ يسلك هذا الطريق أهم  شيء أن  تعرف  هذه الغالية .


لكل شيء إذا فارقته عوض       وليس لله  إن فارقت من عوض 


كما قال بعضهم.


كل شيء يمكن أن يعوض المال يمكن أن يعوض المناصب تعوض  إلا معرفة الله إذا ذهب الإنسان عن هذه الحياه ولم يعرف الله سبحانه وتعالى يعني هذا الشيء لا يعوض 

لذلك يقول أحد  الصالحين يناجي ربه إلهي ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك و قد خاب من رضي بك بدلا  و خسر من باغ عنك حولا عميت عين لا تراك عليها رقيبا قريبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا. علينا أن نحرص علي أن نكسب رضى الخالق لنستريح و نريح و ذلك لا يكون إلا إذا جعلنا الله سبحانه وتعالى غايتنا لا يهم بعد ذلك رضى الناس أم سخطوا اقتربوا منا أم  ابتعدوا عنا كان الصالحون ينشدون قول أبي  فراس الحمداني في مدح سيف الدولة  الحمداني قالوا أولى من يخاطب بهذا هو الله عز وجل


وليت الذي بيني وبينك عامر                  وبيني  وبين العالمين خـراب 


وليتك تحلو والحيــاة مريرة                   وليتك ترضى والأنام غضاب 


اذا صح منك الود فالكل هين                  و كل الذي فوق التراب تراب


ضع يدك في يد   الله حدد غايتك أن ترضي الله بهذا تستريح إنما يتعذب الناس جميعا من حين ما تتنازع غاياتهم ينازع بعضها بعضا يشرق أم يغرب يرضى زيدا أم  يرضي عمرا  يكسب المال أم  يكسب الجاه أيرضي هذا الأمير أو ذاك الأمير رضى الناس غاية  لا تدرك وكما قال الشاعر :  


إذا رضيت عني كرام عشيرتي                   فلا زال  غضبانا علي لآمها  


و بعضهم  يقول :


و من في الناس يرضي كل نفس                وبين هوى النفوس  مدا بعيد


هذا الشيء مستحيل.


ايها الإخوة الأفاضل الطريق طريق واحد كما هو معلوم و هذا الطريق لايمكن أن يؤخذ إلا من الوحي المعصوم الوحي المعصوم هو الذي يبين لنا هذا الطريق يعرفنا الحلال والحرام و طبيعة التصرفات كلها علاقاتنا القريبة و البعيده يعرفنا المسنون من المبتدع في العبادات يعرفنا الحق من الباطل في المعتقدات يعرفنا هذا  ويعرفنا أقدار الأعمال ومراتبها أي هذه الأعمال يأتى أولا و أيها يأتي هو الأخير.النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)

 لا بد أن نعرف الأعلى والأدنى و الوسط لا نخلط في الأمور فلا نشتغل بالنوافل و نضيع الفرائض ولا نشتغل بالفروع ونضيع الأصول لا نشتغل بالمختلف فيه و نضيع المتفق عليه لا نشتغل بالمكروهات و الناس يقعون في المحرمات بل في الكبائر

 بعد ذلك نستقيم على هذا قدر جهدنا و طاقتنا بتوفيق الله لنا قبل ذلك .

ثم بعد ذلك نستقيم ولذلك سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال (قل آمنت بالله ثم استقم )

الله سبحانه وتعالى يقول : ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) وفي الآية الأخرى  (( إِنَّ اَ۬لذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اَ۬للَّهُ ثُمَّ اَ۪سْتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ اُ۬لْمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ اِ۬لتِے كُنتُمْ تُوعَدُونَۖ (29) نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِے اِ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا وَفِے اِ۬لَاخِرَةِۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِےٓ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (30)نُزُلاٗ مِّنْ غَفُورٖ رَّحِيمٖۖ (31))) قل آمنت بالله يعني قول ربي الله كلمة ربنا الله ليست مجرد كلمة  تلاك  بالسان إنها إلتزام إذا قلت ربي  الله معناه أنك تلتزم بمنهجه و تعمل على مايرضيه وتجتنب  ما يسخطه وهذا معنى ربي الله ولذلك نجد الذين قالوا ربنا الله أصابهم ما اصابهم سيدنا موسى حينما قال ربي الله أراد فرعون أن يقتل موسي قال تعالى : (( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِےٓ أَقْتُلْ مُوس۪يٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُۥٓ إِنِّيَ أَخَافُ أَنْ يُّبَدِّلَ دِينَكُمْ وَأَنْ يُّظْهِرَ فِے اِ۬لَارْضِ اِ۬لْفَسَادَۖ (26) وَقَالَ مُوس۪يٰٓ إِنِّے عُذْتُ بِرَبِّے وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُومِنُ بِيَوْمِ اِ۬لْحِسَابِۖ (27) وَقَالَ رَجُلٞ مُّومِنٞ مِّنَ اٰلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً اَنْ يَّقُولَ رَبِّيَ اَ۬للَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِالْبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمْۖ وَإِنْ يَّكُ كَٰذِباٗ فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥۖ وَإِنْ يَّكُ صَادِقاٗ يُصِبْكُم بَعْضُ اُ۬لذِے يَعِدُكُمُۥٓۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يَهْدِے مَنْ هُوَ مُسْرِفٞ كَذَّابٞۖ (28) )) 


 حينما أشهر النبي صلى الله عليه وسلم  و أصحابه معه في هذه الكلمة ربنا الله ليست الأصنام وليست الطواغيت ليس هبل  ولا مناة ولا اللات ولا العزى ولا  البشر  الذين يحلون و يحرمون على الناس ما يردون  كالذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله الله تعالى

( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله،) لا ذنب لهم إلا أنهم قالوا ربنا الله أعلنوها صريحة  و رفضوا كل ما سوى الله قالوا إياك نعبد  و إياك نستعين أخرجوا من ديارهم و أموالهم و صبت عليهم سياط  العذاب .


أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن أكون وإياكم من  الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا عليها و سلكوا الصراط  المستقيم  و جعلوا العلم  إماما والعمل تابعا له إنه ولي ذلك والقادر عليه  و السلام عليكم ورحمة الله .




                                         الأستاذ : محمد يله ولد حمد 

وبيداء تيها لا توافق قاصدا للعلامة محمد علي عبد الودود, رحمه الله تعالى بصوت أحمد ولد شريف أحمد الجيلي

 

وبيداء تيها لا توافق قاصدا للعلامة محمد علي عبد الودود, رحمه الله تعالى بصوت أحمد ولد شريف أحمد  ولد الجيلي





يقول العلامة محمد علي عبد الودود, رحمه الله تعالى:

1__ وبيداء تيها لا توافق قاصدا//ترى الأسد فيها والسلكي راصدا 


2__يصد صداها صاحب الذود ناشدا//ويعدو عداها طالب الرعي ناشدا 


3__تعسفت مجهولاتها غير خائف//كأني في جمع من الناس واحدا 


4__أبادر شعثا لا يوالون منزلا//صلاب العجا لا يتقون الأساودا 


5__ترى كل طاو أصحل الصوت شاحب//حرام عليه أن يزور المساجدا 


6__يطارد قودا بالموامي هواملا// يحاكين في تلك الموامي الأوابدا 


7__يراشي إذا جن الدجى بكراتها// إذا بركت يأوي إليهن ساجدا 


8__وقد شد منها هاديات طرائفا// بمرخ وخلى تاليات تلائدا 


9__إذا روحوها حدثوا عن غريبها// تذاكر طلاب العلوم الشواردا 


10__فهذا روى عمن رءاها تواترا// وهذا روى عمن رءاها مفاردا 


11__ترى القوم فيها بين عال ونازل//ومضطرب مثنى ثلاث وواحدا 


12__وقد قوضوا قبل الشروق خباءَهم//فردوا له سفعاء فدعاء فاقدا 


13__على ذي سمات أخرم الأنف خاشع// 

تعود ألا يبرح الدهر ناشدا 


14__فجاءت به والليل مرخ سدولَه// ولا صوتَ إلا العائذات عوائدا


15__تبيت بجمع منهم متوافر//وتصبح في قفر من الأرض واحدا







رابطة أهل الشريف لكحل العالمية © تتشرف بزيارتكم رابطة أهل الشريف لكحل العالمية