نسبُ النبي صلى الله عليه وسلم ومولده و نشأته مع الأستاذ أحمدو ولد أشريف أحمد ولد الجيلي

 

 نسبُ النبي صلى الله عليه وسلم  ومولده و نشأته

مع الأستاذ أحمدو ولد أشريف أحمد ولد الجيلي





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه


تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر...

أولا: النسب

النسب قد قسمه علماء السير إلى ثلاثة أقسام: قسم متفق عليه وهو محل كلامنا واثنان مختلف فيهما وهما من عدنان إلى نوح, ومن نوح إلى آدم. 


فالنسب المتفق عليه هو أنه صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله, بن عبد المطلب, بن هاشم, بن عبد مناف, بن قصي, بن كلاب, بن مرة, بن كعب, بن لؤي, بن غالب, بن فهر, بن مالك, بن النضر, بن كنانة, بن خزيمة, بن مدركة, بن إلياس, بن مضر, بن نزار بن معد بن عدنان.


ثانيا: نبذة عن مولده

ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل, وقد رأت أمه حين ولادته كأن نورا يخرج منها أضاءت له قصور الشام.


ثالثا: نبذة عن نشأته

نشأ البني صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي يتيما كما تعلمون جميعا دون أبوين ... 


مرضعاته: 

من مرضعاته مولات أبي لهب وتدعى ثويبة, والسيدة حليمة السعدية, وقد مكث معها فترة وحصلت له في تلك الديار حادثة شق الصدر, وهي أن جبريل أتاه فشق عن صدره وأخرج قلبه فشقه نصفين ثم أخرج منه قطعة سوداء وهي حظ الشيطان منه, ثم غسل قلبه بماء زمزم ولَأَمَه وأعاده إلى مكانه. 


ثم مكث بأبي هو وأمي مع أمه إلى أن توفيت, ثم كفله جده عبد المطلب وبقي معه فترة إلى أن وافاه الأجل كذلك, وكان عمر النبي صلى الله عليه ثمانية أعوام على الصحيح, ثم كفله عمه أبو طالب بعد ذلك ومكث معه فترة ولما عاين فقره قرر مساعدته في تحمل نفقات البيت وكان في تلك الفترة يرعى الغنم,  ثم عمل مع عمه في التجارة بعد ذلك إلى الشام .. وفي إحدى رحلاتهم التجارية إلى الشام, لاحظ أحد الرُّهبان حين كان يتعبّد في صومعة له علامات تدل على وجود نبي في تلك القافلة, فخرج إلى القوم مُخبراً إيّاهم بأمر محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وكيف أنّه سيكون نبيّاً في آخر الزمان, وأخبرهم بما رأى من حاله، ومن ذلك سجود الشجر, له والحجر, وتظليل الغمامة له أثناء مَسيره بأبي هو وأمي.


رابعا: نبذة عن شبابه

اشتُهِر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في شبابه بالصدق، والأمانة، وعُرِف بهما بين أقرانه, وحينما ذاع صيته بين الناس, أوكلَته السيّدة خديجة -رضي الله عنها- بالتجارة بأموالها، وكانت امرأةً عاقلةً، وصاحبةَ أموالٍ، فنجحَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بإدارة أموالها وأدرَّ عليها الكثير من الرِّبح بفَضل حِنكته، ومهارته في التجارة، فدعَته السيّدة خديجة إلى خِطبتها؛ لِما رأت من مقام له بين الناس، وخَبرته من أخلاقه, فتزوّجها النبيّ, وكان عمره خمساً وعشرين سنةً، بينما كان عُمرها أربعين سنةً، وظلَّ زوجاً مُخلصاً لها طيلة خمسٍ وعشرين سنةً إلى حين توفّاها الله، وتجدر الإشارة إلى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما بلغ من عمره خمساً وثلاثين سنةً، حصل له موقفٌ مع قومه، فدلّ على حِكمته، وحُسن تصرُّفه في الأمور؛ حيث اختلفت قبائل قريش عند إعادة بناء البيت في وَضع الحجر الأسود، ومَن سيقوم بتلك المهمّة؛ فقد أرادت كلّ قبيلةٍ أن تحوز شرفَ نَقل الحجر، فاختلفوا إلى نبيّ الله محمّدٍ؛ لحَلّ النِّزاع بينهم، فأشار عليهم أن يضعوا الحجر الأسود في رِداءٍ، وتُمسك كلّ قبيلةٍ بطَرفٍ منه، فوافقوا على رأي النبيّ، وحملوا الحجر الأسود، ثمّ وضعَه النبيّ في مَوضعه.


نماذج مما اختُصَّ به النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم:

1__ أن الله تعالى خاطبه قائلا 

{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ...}  

(بأعيننا) بالجمع بينما خاطب موسى عليه السلام بالإفراد وذلك في قوله جل وعلا: 

{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي..} 


2__زكاه الله في عقله فقال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:2]


3__زكاه في بصره فقال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:17]


4__زكاه في لسانه فقال: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم:3]


5__زكاه في فؤاده فقال: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم:11]


6__زكاه في صدره فقال: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح:1]


7__زكاه في معلمه فقال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:5]


8__زكاه كله فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].


9__ زكاه في ذكره فقال {ورفعنا لك ذكرك..} 


10__ زكاه في طهره فقال {ووضعنا عنك وزرك...} 


11__ زكاه في حلمه فقال جل وعلا {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ...} 


نماذج من محبة بعض السلف الصالح له: 


عصر الصحابة رضي الله تعالى  عنهم


 كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم حبا عجيبا ومن ذلك أنه كان إذا تكلم فكأنما على رؤوسهم الطير, من شدة تقديرهم واحترامهم وحبهم له. 


عصر التابعين رضي الله تعالى عنهم: 

ظهر في عصر التابعين حبٌّ شديدٌ وتعلقٌ عجيبٌ بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما يحكى 

عن الإمام أبي عبد الله مالك ابن أنس أنه كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا ومن ذلك أنه كان لا يمشي في المدينة إلا حافيا, لعله يطأ مكانا وطئه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقدميه الشريفتين.


وكان رحمه الله تعالى إذا جاء الطلاب سألهم عن درسهم فإذا قالوا الفقه أو اللغة جلس حيث كان وإذا قالوا الحديث استحم وأبدل ملابسه وتطيب وجلس في مكان مخصص للحديث. 


وقد كان ذات يوم يقرأ الحديث ولسعته عقرب ست عشرة مرة فلم يقطع الحديث احتراما وتقديرا للنبي صلى الله عليه وسلم..


وَمِنَ هُنا فإن حُبَّ النبي صلى عليه وسلم سَبَبٌ في نجاة العبد, وسبب في قربه من خالقه جل جلاله, ورضوانِه الأكبر عليه.. فبه يجد الإنسانُ مكانةً عظيمةً في قلوب الناس, وراحةً وطمأنينة وسكينة في قلبه.


رزقني الله وإياكم حب النبي صلى الله عليه وسلم, حتى يكونَ أحبَّ إلينا من أنفسِنا ومن أهلينا ومن الماء البارد.


للمتابعة إضغط هنا



ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

رابطة أهل الشريف لكحل العالمية © تتشرف بزيارتكم رابطة أهل الشريف لكحل العالمية